منتديات وناسه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات وناسه

oOoمنتديات وناسه أحلى منتدىoOo
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لا إيمان لمن لا أمانة له

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ياسر
مشرف
مشرف
ياسر


عدد الرسائل : 269
العمر : 35
احترامك لقوانين المنتدى : لا إيمان لمن لا أمانة له 21010
تاريخ التسجيل : 31/01/2008

لا إيمان لمن لا أمانة له Empty
مُساهمةموضوع: لا إيمان لمن لا أمانة له   لا إيمان لمن لا أمانة له Icon_minitimeالسبت فبراير 02, 2008 1:16 am

لا إيمان لمن لا أمانة له

مقال للشيخ محمد الغزالى

أين الأمانة؟ وأعنى بها أول ما أعنى قيام كل إنسان بما كلف به ٬ وإنجازه
ما تعاقد مع الدولة والجماعة على إتمامه... يا غوثاه من الخيانات الفاشية
فى هذا الميدان!!!
إنها خيانات لو سلطت على بناء شامخ لسوته بالحضيض.
الغيرة على المصلحة العامة مفقودة بين عدد ضخم من الموظفين والعمال ٬ بل
إن الإحساس بحق الجماعة على الفرد ٬إحساسا يصل بالإنتاج إلى مستوى معقول ٬
لا يكاد يوجد..! فأنى ننتظر الإجادة والتفوق...؟؟ وأستطيع القسم بأن العدد
الكثيف من الموظفين والعمال الذى يعمل فى الجهاز الحكومى يستطيع لو نبت
شعور الأمانة فى قلبه أن يؤدى للدولة عشرة أضعاف ما ينتجه الآن ٬ وأن
يمنع من الخسائر مثل هذه النسبة..!! ولكن الأمانة ترتكز على اليقين. وأين
تجده وسط العواصف والزلازل التى تهز الإسلام بعنف ٬ وتخلع عراه من
الأفئدة؟
جندى أمين يقدر الواجب ٬ ويتحمس فى أدائه و أشرف من مائة جندى ليسوا
على غراره... طبيب أمين يسهر على مرضاه ٬ ويخلص فى رعايتهم ٬ أفضل من مائة
طبيب يمرون بالأسرة فى فتور واسترخاء... مدرس يسكب العلم من قلبه فى نفوس
طلابه ٬ ويحرص على حسن تنميتهم ٬ أنفع من مائة مدرس يدخلون الفصول ليرددوا
كلمات ميتة يائسة... مهندس أمين يعى ما يصنع ٬ ويبذل وسعه فى إتقانه ٬
أجدى على أمته من مائة مهندس يحيا على هامش البلد ٬ ويترك شئونه العمرانية
تسير كيفما اتفق... ويطرد هذا الحكم على كل إنسان تستعمله الدولة فى منصب
جل أو هان... وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘ لا إيمان لمن لا أمانة
له ‘.

وإذا كان الإيمان يتلاشى مع فقدان الأمانة ٬ فإن الدنيا نفسها تذوب
مع ضياع الأمانة ٬ ويتصدع كل ما يرتبط بها من منافع عاجلة. ومن الخيانات
الثقال التى تقع فى الأمة الإسلامية تكبير الصغار ٬ وإسناد المناصب
الخطيرة إليهم!! وتصغير الكبار ٬ ورميهم فى مؤخرة الصفوف..!!! فإن الجاهل
إذا ملك سلطة ما ٬ عبث بأولى الألباب الواقعين تحت يده ٬ كما يعبث الصبية
بما بين أيديهم من لعب.. ولعله يجد فى ذلك لذة ترضى ضعة نفسه ٬ولا عليه من
مصلحة أمته!! وبالله! كم يحرمها ذلك من خير أجل الكفايات ٬ وينكبها بشر
أتفهها... وقديما قال أبو العلاء: تعد ذنوبى عند قوم كثيرة ولا ذنب لى إلا
العلا والفضائل كأنى إذا طلت الزمان وأهله رجعت وعندى للأنام طوائل وفى
دنيا الوظائف كما فى دنيا الأعمال الحرة تقع هذه المفارقات المثيرة. غير
أن حياة الدواوين أحفل بتلك المناكر ٬ لأن آثار الفوضى إذا ظهرت فيها أو
استكنت لا تجد من يأسى عليها!!
ومنذ سنوات وقعت لى حادثة مضحكة ٬ فقد قررت هيئة الإذاعة نقل الخطبة
إلى مستمعيها من الجامع الأزهر حيث أصلى الجمعة واتصلت بوزارة الأوقاف
لترسل لها صورة النص المعد. وكلفتنى الوزارة بكتابة الخطبة المطلوبة ٬
فصغت مطلعها على هذا النحو بعد الديباجة . أما بعد.. فقد قال مؤرخ أوروبى
كبير: إن العالم لم يعرف فاتحا أرحم من العرب.وهذه كلمة حق أملاها الإنصاف
وجانبها الهوى... فإن المتتبع لأحوال الفاتحين فى التاريخ القديم والحديث
٬ يجد زحوفا أطلقها من مواطنها الطمع وحف مسيرها البغى ٬ وصحب انتصارها
الويل للمغلوب ٬ والقهر للمستضعفين. فكانت هذه الزحوف بلاء على الناس ٬
ودمارا لما عمروا... أما العرب الذين طلعوا على الدنيا منذ أربعة عشر قرنا
٬ وانسابوا خلالها شرقا وغربا ٬ فقد كانت زحوفهم طرازا آخر من الفتح لم
تعرف الأرض له مثيلا. لقد طلعوا وكأنهم الأشعة البازغة بعد ظلام موحش
طويل.... الخ.
وعرضت الخطبة على من ملكته الظروف حق المحو والإثبات فى وزارة الأوقاف!
فأمسك بقلمه وضرب خطوطا على هذا الكلام كله رافضا له... وكتب بدله هذه
العبارات: أما بعد: فقد قال الله تعالى وهو أصدق القائلين: “وما أرسلناك
إلا رحمة للعالمين”. عباد الله: الإسلام دين الرحمة العامة ٬ الرحمة
بالإنسانية لا تفرق بين دين ودين ٬ ولا بين قبيل وقبيل ٬ رحمة بالحيوان لا
تفرق بين قوى وضعيف ٬ يقول عليه ونشأ عن ذلك تيار يزين الأخذ ٬ ويكره
العطاء ٬ ويغرى بأداء الأعمال مشوهة أو ناقصة أو مغشوشة... والغش فى كل شئ
طبيعة الأمم المنحطة...
وربما وقر فى الأذهان أن الغش لا يعدو خداع المشترين بإيقاعهم فى سلعة
خفية العيوب لقاء ثمن كامل. وهذا غلط: فإن الغش يتجاوز هذا النطاق إلى كل
عمل خلا من الكمال ٬ وكان يجب أن يؤدى على خير وجه ما دام صاحبه قد تناول
ثمنه كاملا. والحق أن الذين يعيشون على هذا النحو إنما يأكلون أموال الناس
بالباطل ويسيئون إلى الأمة ورسالتها أبلغ إساءة. وهم مهما خدعوا أنفسهم
آكلوا سحت وأعداء أمة. إن الإسلام لا يقبل من المكاسب إلا ما كان طيبا
بعيدا عن الشبهات. ولا يقر من المعاملات إلا ما كان واضحا بعيدا عن
التغرير والتدليس.
وبعض الناس يوسوس له الشيطان أن يكتسب من المال عن أى طريق تيسر له.
ولا يبالى فى معاملته للآخرين أن يخدعهم أو يغشهم. وقد يظن ذلك مهارة
وذكاء. وهو فى الحقيقة مكر سئ وتفكير خبيث. وقد بين النبى صلى الله عليه
وسلم عواقب هذا السلوك فقال ‘ من غشنا فليس منا ٬ والمكر والخداع فى
النار ‘ نعم: المكر والخداع فى النار. ربما حصل الماكر على ربح عاجل ٬
وربما استطاع المخادع أن يفوز فى الجولة الأولى بيد أن حبل الكذب قصير.
ولابد من فضيحة فى الدنيا أو الآخرة تجلب على الغاشين العار وتجعلهم حطبا
للنار وبئس القرار.
إن الغش رذيلة خطيرة النتائج بعيدة الآثار. والغاش قد يستهين بعمل تافه
يرتكبه لأن شهوة الربح الحرام قد غطت فكره. ولكنه لا يدرى كم سيجلب على
الآخرين من شقاء بسوء تصرفه. فالمقاول الذى يغش فى مواد البناء أو
مقاديرها يكسب مقدارا من المال قل أو كثر ٬ثم بعد أن يسكن الناس فى المبنى
يتعرضون للأخطار التى تعكر صفوهم أو تحترم آجالهم. والمصانع التى تشوب
الطعام أو الدواء بما ليس منه وتعرضه فى الأسواق على أنه سلعة كاملة
الخصائص نقية الأوصاف ٬ تعرض الصحة العامة لبلاء بعيد المدى ٬ وتصيب
الجمهور المسترسل الخالى الذهن بمتاعب شتى.
وأشنع من ذلك أن تصدر البلاد إلى الخارج بضائع معينة معروفة الميراث
محترمة السمعة ٬ ثم يفاجأ المشترون بعيوب تظهر فيها تبخس قيمتها وتحط
مكانتها. ولا ريب أن البلاد لا تحصد من وراء الغش إلا محو الثقة بمادياتها
ومعنوياتها جميعا ٬ وانتشار قالة السوء عنا فى كل مجال ٬ وتعرض المحسن
والمسيء والأمين والخائن ٬ والجاد والمقصر للاتهام المدمر ٬ وينشأ عن هذا
أن تكسد سوقنا ٬ وترجى بضائعنا ٬ وينصرف الناس وهم معذورون عن شرائها.

وأنكى من ذلك أن ديننا نفسه سيصيبه رشاش من هذا الغش البين فيصد
الناس عنه. وقد يسخرون منه. وهذا هو السر فى أن النبى صلى الله عليه
وسلم نفى الغاشين من المجتمع الإسلامى وعدهم خونة له. وخارجين عليه ٬
وجمعهم مع المارقين المحاربين فى سلك واحد ٬ فقال عليه الصلاة والسلام: ‘
من حمل علينا السلاح فليس منا. ومن غشنا فليس منا ‘. وقد كان النبى صلى
الله عليه وسلم يرقب الأسواق التجارية. ويتتبع مسالك التجار وأحوالهم ٬
ويوصى بالصراحة فى المعاملة ٬ ويحارب الغش والتغرير والمخادعة ٬ ويؤسس
قواعد الاقتصاد الإسلامى على الأخلاق الشريفة والإيمان الراسخ بالله
واليوم الآخر.

عن قيس بن أبى غرزة رضي الله عنه قال: ‘ مر النبي صلى الله عليه
وسلم برجل يبيع طعاما فقال: ‘ يا صاحب الطعام. أسفل هذا مثل أعلاه؟ فقال:
نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‘ من غش المسلمين
فليس منهم’. وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت بللا فقال: ما هذا يا صاحب
الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله يعنى المطر!! قال: ‘ أفلا جعلته
فوق الطعام حتى يراه الناس.. من غشنا فليس منا ‘.
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى السوق فرأى طعاما مصبرا ٬ فأدخل يده فأخرج طعاما رطبا قد أصابته
السماء فقال لصاحبه: ما حملك على هذا؟ قال: والذى بعثك بالحق إنه لطعام
واحد. قال: ‘ أفلا عزلت الرطب على حدته واليابس على حدته فتتبايعون ما
تعرفون..؟من غشنا فليس منا ‘. وحدث أن أحد الناس اشترى ناقة من دار واثلة
بن الأسقع أعجب بها. فلما خرج ومعه الناقة تبعه واثلة مسرعا يجر إزاره
وقال له: اشتريت؟ قال: نعم. قال: أبين لك ما فيها.
قال الشارى: وما
فيها؟ قال: أردت بها الحج. قال: فأرجعها فهى لا تصلح لك. فقال المشترى: ما
أرغب فى إعادتها. فقال له واثلة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
‘ لا يحل لأحد يبيع شيئا إلا بين ما فيه. ولا يحل لمن علم ذلك إلا أن
يبينه.. ‘.
وفى رواية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‘ من باع عيبا لم
يبينه لم يزل فى مقت الله. ولم تزل الملائكة تلعنه ‘. سواء أكان العيب عن
غش متعمد. أو إهمال وتكاسل. فهو لا يجوز شرعا فالفلاح الذى يعبئ القطن فى
أكياس مبتلة بالماء أو ملوثة بالمواد ٬ فهو يرتكب جرما شنيعا فى حق الأمة
وثروتها ٬ وحاضرها ومستقبلها... عن جرير بن عبد الله: بايعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم على السمع والطاعة. وأن أنصح لكل مسلم. وكان إذا باع شيئا
أو اشتراه قال لصاحبه: أما أن الذى أخذناه منك أحب إلينا مما أعطيناك.
فاختر.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‘من لا يهتم بأمر المسلمين فليس
منهم. ومن لا يصبح ويمشى ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة
المسلمين فليس منهم’. أين التعاون؟ ومن أغرب الظواهر فى مجتمعنا أن يكون
الإنسان وحده قويا متحمسا ٬ فإذا التقى بثان وثالث ٬ وتألفت منهم ‘ لجنة ‘
ما ٬ هبط مستوى القوى إلى النصف أو الثلث. وربما كان هذا الالتقاء سببا فى
توقف العمل وعطب ثماره!! وقد قلت يوما لصاحب لى: ليس هنا تعاون على بر
وتقوى. ولا تعاون على إثم وعدوان!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمجد
عضو مثالي
عضو مثالي
أمجد


عدد الرسائل : 85
العمر : 28
الموقع : http://mtir.skyrock.com
تاريخ التسجيل : 06/05/2008

لا إيمان لمن لا أمانة له Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إيمان لمن لا أمانة له   لا إيمان لمن لا أمانة له Icon_minitimeالثلاثاء مايو 06, 2008 10:18 am

شكرا على القصة و الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mtir.skyrock.com
 
لا إيمان لمن لا أمانة له
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات وناسه :: ღ المجلس الأسلامي ღ-
انتقل الى: